أطفال يعلّمون
أطفال

مريم ومنى: طالبتان في الصباح، معلمتان في المساء

تضع حقيبتها على ظهرها تمسك يد صديقتها وتنطلق، هذه مريم ذات العشر سنوات تمشي يومياً على قدميها باتجاه تلة قريبة من المخيم الذي نزحت إليه قبل ثلاثة أعوام في عفرين شمالي سوريا.

يستغرق منها وصديقتها منى قرابة 30 دقيقة للوصول لتلك المدرسة، مريم تعتبر أوفر حظاً من غيرها من أطفال المخيم لإصرار عائلتها متابعتها تعليمها رغم بعد  المدرسة عنهم، فالأطفال الآخرون لا يدرسون في مدارس ومنهم من لا يعرف ماذا تعني المدرسة بشكلها المتعارف عليه في كل أنحاء العالم.

بل يدرسون في خيمة تديرها مريم وتساعدها ريم.

رافقنا في قصة مريم ومنى ستشاهدها 360 درجة وبإمكانك أيضاً ارتداء نظارات الواقع الافتراضي إن كنت تمتلك واحدة، وخلال هذه القصة ستصادف عناصر مختلفة مصحوبة برمز QR code، يمكنك من خلال مسحه أن تشاهد تلك العناصر على أرض الغرفة التي تجلس فيها، فقد استخدمنا تقنيات الواقع المعزز، كي تصلك القصة كاملة وكي تشعر أنك أيضاَ جزءاً مما يحصل في هذه المنطقة التي تعاني من الحرب منذ قرابة  12 عاماً.

الأم... الملهمة والداعمة

في عام 2021  نشرت الأمم المتحدة تقريرا تقول فيه أن عقداً من الحرب في سوريا حرم نصف الأطفال السوريين من التعليم، والطفلة مريم كانت منهم.

فهي لم تحرم من التعليم فقط بل حرمت من مدرستها ومنزلها وقريتها، هربت مع عائلتها من قريتهم في ريف إدلب لشمال سوريا لأحد مخيمات عفرين وخلال رحلة النزوح توقفت عن التعليم.

حرمانها من التعليم وشففها للعلم ومتابعته ودعم والدتها كان سبباً لإدارتها هذه الخيمة التي نصبت في مخيمها كمدرسة تستقبل على أرضها قرابة 20 طالباً وطالبة أكبرهم لا يتجاوز العاشرة وأصغرهم في الخامسة من عمره.

تقول مريم لـ Tinyhand "أقوم بتعليم الأطفال في هذه الخيمة لعدم وجود مدارس في المخيم، وأقرب مدرسة تبعد عنا مسافة مشياً 30 دقيقة على الأقدام".


ليس ذلك فقط السبب الذي دفعها لتعليم الأطفال ما تتعلمه في مدرستها صباحاً، بل لأنها مثلهم يوماً ما حرمتها أوضاع النزوح والحرب من ارتياد المدرسة وهو أمر يحز بنفسها ودفعها لتكريس وقتها بعد انتهاء دوامها المدرسي للأطفال من المخيم.

والدة مريم هي من دعم فكرتها وهي من توفر لها كل ما تحتاجه من مستلزمات لتعليم الأطفال "أمي هي من شجعني على ما أقوم به اليوم، والذي تساعدني فيه صديقتي منى".


مريم في الصف الثالث وهي تقوم بتعليم الأطفال مواد الرياضيات واللغة العربية إضافة لآيات قرأنية.

لكنها تدرك أن ما تقوم به لا يغني عن المدرسة وهذه هي أمنيتها تقول لنا "أمنيتي أقولها لمن يدعمون المدراس أن يقوم بافتتاح مدارس هنا وأن يساعدو الطلاب على الدراسة عوضاً عن الدراسة في هذه الخيمة".

حلمها أن يعود الأطفال لمقاعد الدراسة، وحلمها أيضاً أن تعود لمدرستها في قريتها فهي "مدرسة جميلة جداً كنت أذهب إليها يومياً مع صديقاتي" تقول مريم.

اتبع الأسهم هنا ورافق الطفلتان الصغيرتان في رحلتهما التعليمية:


الخيمة المدرسة:

أرقام وإحصائيات

7,000

أكثر من 7000 مدرسة تضررت أو دمرت في سوريا بسبب الحرب.

2 مليون

حوالي 2 مليون طفل خارج المدرسة. العديد من هؤلاء الأطفال هم الأكثر ضعفاً.

800,000

أكثر من 800000 طفل لا يزالون خارج المدرسة.

الكهف المدرسة

الحرب كانت سبباً في طهور أشكال مختلفة من المدراس، منها هذا الكهف الذي وجد فيه القائمون عليه ملاذاً آمناً من القصف والطيران.

المدجنة المدرسة

المخازن التي أصبحت صفوفاً، المدرسة كانت سابقاً مدجنة ومركزاً للأعلاف، قبل أن يتم إعدادها بشكل مناسب لتدريس الطلاب، حيث تم تحويل الغرف إلى صفوف فيها مقاعد خشبية.

الكارفان المدرسة

الهدف من هذا الكرفان تقديم دروس تعليمية ونشاطات ترفيهية لمساعدة الأطفال نفسياً نتيجة ما تعرضوا له من ضغوطات نتيجة الحرب.

وتقديم دروس تعوضهم نوعاً ما عن المدرسة التي حرموا منها بسبب النزوح من قراهم في ريف إدلب.