أصغر مصورة نيجيرية تصطحبنا إلى عالمها الساحر
رحلة مع Ariyike Oluwaseun
إلى لاغوس العاصمة الاقتصادية النيجيرية، وأكبر مدن غرب إفريقيا وأكثرها ازدحاماً، أو التي كانت أكثرهم ازدحاماً قبل انتشار فيروس كورونا وإعلان رئيسها محمد بخاري أن مكافحة الفيروس "مسألة حياة و موت"، الأمر الذي قيّد حركة قرابة 8 مليون شخص يعيشون في تلك المدينة ومنهم آريكي أولاسيون التي وصفها النيجيريون أنها أصغر مصورة في بلادهم.
آريكي التي تتحدث الانكليزية بطلاقة اصطحبتنا عبر الإنترنت إلى عالمها الساحر الذي وثقته بالصور، فالتصوير الفوتوغرافي يساعد الناس على الرؤية، رؤية كم هي الحياة جميلة بلحـظاتها ومناسباتها المختلفة.
الكاميرا "اللعبة"
القصة بدأت عندما كانت في الثالثة من عمرها
كي ترافقنا في هذه الرحلة لن تضطر إلى مغادرة غرفتك، فقد وضعنا شوارع لاغوس بين يديك هنا، وتحديداً الاستديو الذي تعمل فيه آريكي مع والديها، فهما يعملان أيضاً في مجال التصوير.
كان الهدوء يعمّ المكان، لا سيارات تمر من هنا ولا حتى دراجات نارية، الصوت الوحيد الذي سوف تسمعه أصوات الكاميرا السوداء التي تلتقط فيها آريكي الصور، أو أزرار الكيبورد وهي تقلّب الصور على جهاز الكمبيوتر فهي تملك أرشيفاً ضخماً من الصور التقطتها على مدى 6 سنوات رغم أنها لم تتجاوز التاسعة من عمرها!
الصورة الجيدة هي تلك التي تنقل الحقيقة، وتلمس القلب وتترك للمشاهد شخصًا مختلفًا لرؤيتها، إنها بكلمة واحدة فعالة
تقول آريكي لـ "Tiny Hand" لقد "وقعت في حب هذه الآلة عندما كنت في الثالثة من عمري بفضل هدية كاميرا لعبة حصلت عليها".
وبدأت ممارسة التصوير الاحترافي عندما بلغت الخامسة من عمرها.
الممتع خلال الحديث مع آريكي أنك ستنسى لوهلة أنك تتكلم مع طفلة صغيرة، فلديها مفردات عميقة وخاصة عندما تبدأ بوصف علاقتها مع التصوير تقول "عندما ألتقط الصور أشعر أن بقوة كبيرة في داخلي، أريد التقاط المزيد من الصور كي تنتشر في كل مكان ويراها الجميع"!
فهي تؤمن أن " الصورة الجيدة هي تلك التي تنقل الحقيقة، وتلمس القلب وتترك للمشاهد شخصًا مختلفًا لرؤيتها، إنها بكلمة واحدة فعالة ".
أنت لا تلتقط صورة بل تصنعها!
"أنت لا تلتقط صورة بل تصنعها"، ربما تختصر هذه الجملة التي قالها أحد أهم مصوري العالم وهو الأمريكي أنسل أدامز، تختصر الكثير من الكلام والشرح حول الجهد الذي تبذله آريكي خلال التصوير، فهي تدرك تماماً أن هذه العملية ليست مجرد كبسة زر كما يعتقد البعض!.
بل حتى أنها ذهبت إلى أبعد من ذلك تقول "أشعر أن مهنة التصويراختارتني من أجل تمرير رسالة لأبناء جيلي".
ربما لن تتوقع أن تسمع مثل هذه العبارة من طفلة لا تزال في التاسعة من عمرها، ولكن الدعم الكبير الذي تتلقاه من عائلتها كان واضحاً ولكنه بشروط أيضاً.
مهنة التصوير اختارتني كي أمرر رسالة لأبناء جيلي
يقول والدها "يجب أن تكون نتائجها في المدرسة جيدة كي تتابع العمل في مجال التصوير".
وهنا سألنا آريكي "هل أنت طالبة مجتهدة؟"، تقول "يجب أن أكون وفية لوالدي الذي سمح لي بالتصوير وأن أدرس جيداً وهذا ما أقوم به أبذل كل جهدي في دروسي".
وهي مثل الآلاف من الأطفال في لاغوس تنتظر بفارغ الصبر أن ينتهي الحجر المنزلي وتعود إلى مدرستها وتتابع دراستها وعملها في التصوير الخارجي!
وخاصة أن "التصوير يجعلها تشعر بالراحة والسعادة والعظمة" تقول آريكي.
اللافت في الصور التي شاركتها هذه الطفلة النيجيرية معنا التنوع الكبير في الشخصيات والمناسبات والتي حضر عدداً منها شخصيات مهمة مثل حاكم الولاية التي تعيش فيه وزوجته، ورئيس بنك مهم وعدد من الشخصيات الفنية المشهورة.
وتتقاضى آريكي مبالغ مالية مقابل تغطيتها تلك المناسبات، تقول "تساعدني تلك الأموال في تطوير أدوات التصوير وشراء معدات جديدة".
علّها في يوم ما تفتتح الاستديو الخاص بها "وسيكون حينها أكبر استديو للتصوير الفوتوغرافي في العالم حيث يمكنها فيه تدريب الأطفال على التصوير وإعطائهم كاميرات مجانية" بحسب كلام آريكي.
وهنا نعرض لكم عدداً من أهم الصور التي التقطتها كاميرا آريكي:
سنلتقي يوماً في القمة!
لكل الأطفال في المخيمات
إذا لم تكن قد بدأت بعد بكتابة قائمة بالأمور الذي ستقوم بها بعد انتهاء الحجر المنزلي، فـآريكي قد وضعتها بالفعل، بدءاً من البلدان التي تحلم بزيارتها والتصوير فيها.
تقول "أود السفر إلى دبي وكندا لالتقاط الصور فيهما، حيث تتمتع دبي بأجواء جميلة تساعد على جعل الصور جميلة، أما كندا فهي غنية بالمواقع الرائعة".
وعلى النقيض، تتمنى آريكي زيارة مخيمات اللاجئين للقاء الأطفال هناك وتشجعيهم على عدم التخلي عن أحلامهم، فهي واثقة أنها ستلتقي معها "يوماً ما في القمة" تقول آريكي.
فهذه الطفلة جهزت رسالة قصيرة لكل طفل لاجئ في العالم تقول فيها:
"أريدك أن تبقي قوياً، وأن تؤمن بأن لديك مستقبل رائع أمامك، اتبع أحلامك وسوف تجد أنك تستطيع أن تحمل العالم بين يديك، استمر لا تتوقف وتحدّى شعور التعب عندما يراودك وتابع في هذا الطريق حتى تصل إلى القمة وهناك سوف نلتقي جميعاً".