ماذا ترى؟

في عيون أطفال مخيمات سوريا...حكاية

5 مليون طفل ربما أكثر أو أقل من هذا الرقم لكنه في النهاية رقم كبير هو الذي يشير إلى عدد الأطفال الذين ولدوا خلال الحرب في سوريا، بحسب ما ذكرت منظمة اليونيسيف.

ولكن ماذا يعني ألا تعرف في حياتك سوى الحروب والنزوح؟ سؤال لن يستطيع هؤلاء الأطفال الإجابة عليه بدقة الآن، ربما بعد عشرات السنوات يروون حكايتهم هذه بالتفصيل.

لكنهم اليوم قادرون على رواية فصل من فصول تلك الحكاية، حيث يكتفون بالوصف!

من داخل عيون 13 طفلاً وطفلة في المخيمات السورية..

ماذا ترى؟!

هذه المرة السادسة أو السابعة التي يتعرّض فيها معاذ للنزوح، رغم أنه لم يتجاوز العاشرة من عمره.

 معاذ، ماذا ترى؟

"أبواب مصنوعة من قماش، هي قطع من ستائر ممزقة والأسرّة من إسفنج وضعها والدي فوق الأرض مباشرة، الجدران مهدّمة هذه المنازل كلها مدمرة بسبب الحرب التي تقوم بضربنا من كل مكان، وأرى أصدقائي محمود وعمار وهالة".

يعيش هذا الطفل مع عائلته في أحد محلات سوق الهال في ريف حلب الشمالي.



بعد مرور حوالي 9 سنوات على النزاع، تواصِل الأزمة السورية التسبب بتأثير كبير على الأطفال في داخل سوريا وفي جميع أنحاء المنطقة وما يتجاوزها. لقد تأثر كل طفل سوري بالعنف والتشرد وانقطاع الروابط الأسرية ونقص إمكانية الحصول على الخدمات الحيوية. وقد ترك كل ذلك تأثيراً نفسياً هائلاً على الأطفال.

منهم رهف التي التقينا بها داخل خيمتها، كانت تنظر إلى شاشة الموبايل التي نقلتها لعالم آخر إلى عالم "توم وجيري".

رهف ماذا ترين؟

"الوسائد التي أصبحت كراسي لنا في هذه الخيمة، والسجادة التي أنام عليها، وبعيداً هناك يوجد حرب مليئة بالمدفعيات والقنابل".

تعتبر رهف نفسها محظوظة أكثر من صديقتها دعاء، فوالدها يسمح لها بمشاهدة برنامجها الكرتوني المفضل "توم وجيري" على هاتفه الجوال.

تشاهده ثم تعيد تمثيل تلك المشاهد التي يلاحق فيها القط ذلك الفأر الصغير لصديقتها المفضلة.

[object Object]
[object Object]
[object Object]
A show poster for Kellar
[object Object]
[object Object]
[object Object]

في تقريرها الأخير قالت منظمة اليونيسف إن الحرب التي تمرّ على أطفال سورية هي إحدى أكثر الحروب وحشية في التاريخ الحديث، حيث يتعرّض للقتل في البلاد ما معدله طفل كل 10 ساعات بسبب العنف، وقد اقتُلِعَ أكثر من 2.5 مليون طفل وإرغامهم على الفرار إلى البلدان المجاورة بحثاًَ عن الأمان.

هذا الأمان الذي تراه الطفلة رحاب خلال اللعب مع أصدقائها!

رحاب، ماذا ترين؟

"حرب! أشخاص يتقاتلون ضد بعضهم البعض وبسببهم نزحنا، هربنا منها إلى هذا المخيم حيث الطيور والأطفال، في هذا المكان المليء بالحجارة والدراجات النارية، ونورا وفاطمة صديقتي.. أحبهما كثيراً".


تبنّت اليونيسف نتائج استطلاع أُجري وجهاً لوجه مع السوريين في كلّ من سوريا والأردن ولبنان بسؤالهم عن أكبر التحديات والمخاوف التي تواجههم وتواجه أطفالهم منذ حوالي عقد على بدء الحرب.

 ذكر السوريون في كل مكان أن الأطفال هم من دفع الثمن الأغلى في هذا النزاع، معتبرين الضرر النفسي وتأثيره على الصحة النفسية بنفس القدر من الخطورة كما الجروح الجسدية.

فمثلاً معظم هؤلاء الأطفال كانوا ينامون على سرير في منازلهم واليوم هو إما يعيشون داخل خيمة أو شاحنة أو حتى داخل محل مهجور، ومنهم الطفلة مرام.

مرام، ماذا ترين؟

"شاحنات ينام الأشخاص داخلها، فيها وسائد وبطانيات وكراسي، هي ليست منازلنا لكنها اليوم تحولت لمنازل صغيرة".



ولكن هذه الشاحنات لم تكن مناسبة لعائلة قمر فهي لن تتسع لـ11 فرداً من عائلتها الذين انتهى بهم الأمر داخل خيمة.

قمر، ماذا ترين؟

 "نوافذ وباب من قماش وسجادة تغطي الأحجار الموجودة على الأرض، والدتي تطبخ على أغصان الشجر التي جمعناها صباحاً، لا أعرف ماذا يوجد داخل القدر لكنه بالتأكيد لا يحتوي على لحمة، لم نتذوقها منذ شهر رمضان حين تم توزيعها علينا".

يتعرّض للقتل في سوريا ما معدله طفلٌ كل 10 ساعات بسبب العنف "اليونيسيف



A photo of Kellar
A poster illustrating Kellar's "self-decapitation" illusion
A show poster of Kellar and 3 red devils
A poster of Kellar levitating a woman in a red dress
A poster of Kellar levitating a woman in a pink dress
A poster of Kellar levitating an Indian princess
A show poster for Thurston the Great Magician
[object Object]
A show poster for Thurston the Great Magician
[object Object]

في شمال غرب سوريا  حيث التقينا الطفل أحمد، يوجد ما مجموعه 153 جهاز تنفس و148 سريراً في وحدة العناية المركزة، في حين أن حوالي مليون نازح نزحوا حديثًا ويعيشون في مناطق مكتظة. 

ويوجد في شمال شرق سوريا أقل من 30 سرير في وحدة العناية المركزة، وعشرة أجهزة تنفس للبالغين فقط وجهاز تنفس واحد فقط للأطفال.

لكن كل ذلك لم يكن يهم أحمد، وعندما سألناه ماذا ترى؟ أجاب:

"في خيمتنا يوجد مرآة، وسرير ووسائد، أرى الأشجار والأطفال وأينما أدرت وجهي أرى الأحجار، أسمع صوت الحرب! المدفعية والقصف وقتال الناس فيما بينهم بالأسلحة".


A photo of Thurston performing the levitation illusion with a woman dressed as a princess.

جنى، ماذا ترين؟

"فاطمة صديقتي التي ألعب معها، والتراب يغطي المكان والقماش المتسخ والألعاب التي صنعناها من الحجارة".

A poster of Thurston. World's famous magician and wonder show of the earth
An illustrated poster of Thurston levitating an Egyptian princess

“مع دخول النزاع عامه العاشر، يدخل ملايين الأطفال العقد الثاني من حياتهم محاطين بالحرب والعنف والموت والنزوح”  المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور

"سوق كبير فيه بيوت وخيم، وكراسي في الطريق، وسرير أخي الصغير، هذه المنازل من الصعب وصفها فهي ليست منزلاً، بل هي المكان الذي هربنا إليه خوفاً من القصف والموت". روان
"مراجيح من أسلاك معلقة على أعمدة خشبية، وأصدقائي يلعبون طيلة اليوم" ياسمين
"الطين والتراب في كل مكان، ومنازل بدون أبواب ونوافذ، الشيء الجميل هنا هو الطيور" محمد
"ملابس معلقة على حبل غسيل كي تجف، أمي تعد طعام الغداء في مطبخنا بالهواء الطلق، وإخوتي يلعبون" قاسم