70 مليون شخص وقصصهم الموجعة
اللاجئون حول العالم في ازدياد عاماً بعد عام
القذيفة رقم واحد، سقطت قريبة منه فأغلق عينيه، كي لا يرى الموت من حوله، لكنه سمع صرخات والدته وهي تودعه وتستودعه للمجهول، بيده الصغيرة مسح وجهها ودموعه وانزوى في خيمة اللامكان. "ليث"
القذيفة رقم اثنين، سقطت فوق منزله بترت قدميه، بيده الصغيرة تحسس مكانهما مرعوباً، بكى بحرقة، ونادى "يا بابا شيلني". "عبد الباسط"
القذيفة رقم ثلاثة، دويها كان مرعباً، فهرع عبر الحدود ووصل مع عائلته للبحر، فانقلب المركب بهم، غرقوا ورماه البحر إلى الشاطئ فغفا على يده الصغيرة وقرر أن ينام للأبد فوق تلك الرمال. "إيلان"
بيدها الصغيرة تحسست عظامها البارزة من جسدها الجائع، فلم تجد سوى أوراق الشجر اليمني تناولتها، ونامت. "عفاف"
هم خائفون، جائعون، مشردون، يتامى.
70 مليون شخص أجبرتهم ظروف الاضطهاد والنزاعات للهروب من موطنهم إلى المجهول.
كل ثانيتين يشرد شخص واحد في العالم
نشهد اليوم أعلى مستويات النزوح على الإطلاق، فقد تم إجبار 70.8 مليون شخص حول العالم لم يسبق لهم مثيل على مغادرة منازلهم.
من بينهم حوالي 25.9 مليون لاجئ ، أكثر من نصفهم تحت سن 18.
هناك أيضًا ملايين الأشخاص عديمي الجنسية الذين حرموا من الجنسية والوصول إلى الحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والتوظيف وحرية التنقل.
فاليوم يشرد في العالم شخص واحد تقريبًا كل ثانيتين بسبب النزاع أو الاضطهاد بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ثلاثة مجموعات من النازحين
بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ينقسم النازحون والبالغ عددهم 70.8 مليون إلى ثلاثة مجموعات رئيسية.
الأولى… اللاجئون
وهم الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من بلدانهم بسبب الصراعات أو الحروب أو النزاعات أو الاضطهاد.
بلغ عدد اللاجئين في عام 2018 قرابة 25.9 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بزيادة وصلت إلى نصف مليون شخص عن عام 2017.
الثانية… طالبي اللجوء
وهم أشخاص يعيشون خارج بلدانهم الأصلية، ويتلقون الحماية الدولية لكنهم ينتظرون نتائج طلباتهم من أجل الحصول على صفة اللجوء.
في نهاية 2018 تم تسجيل 3.5 مليون طالب لجوء على مستوى العالم.
الثالثة… النازحون داخلياً
وتعتبر هذه المجموعة هي الأكبر، حيث يبلغ عددها 41.3 مليون شخص، وتشمل الأشخاص النازحين من مناطق أخرى داخل بلدانهم.
حوالي 25.9 مليون لاجئ ، أكثر من نصفهم تحت سن 18
تمت إعادة توطين 92,400 لاجئ فقط في عام 2018، أي أقل من 7% من مجموع الأشخاص الذين ينتظرون إعادة توطينهم.
في حين تمكن حوالي 593,800 لاجئ من العودة إلى ديارهم، فيما حصل 62,600 لاجئ على الجنسية.
19 ألف مهاجر غرقوا!
لم تأت تسمية قوارب الهروب التي لجأ إليها اللاجئون بقوارب الموت عن عبث، حيث تشير إحصائية إلى غرق 19 ألف شخص مهاجر خلال السنوات الست الماضية في البحر المتوسط خلال رحلة الهروب.
فعبور البحر المتوسط عبر القوارب المطاطية كان وسيلة عدد كبير من المهاجرين لدخول أوروبا، فبحسب المنظمة الدولية للهجرة يوجد ما يقارب 72.263 مهاجراً ولاجئاً وصلوا أوروبا عن طريق البحر في عام 2019.
وشهدت اليونان أكبر عدد من المهاجرين الذين توجهوا إلى إسبانيا بعد مغادرة أراضيها.
لتبقى سترات النجاة وبقايا القوارب المطاطية تروي تفاصيل رحلة رعب، يزداد عدد المغامرين الذين يخوضونها بحثاً عن أمان ومستقبل لا يقل صعوبة عن تلك الحروب والنزاعات التي شاهدوها في بلادهم و أجبرتهم على الرحيل.